سلبيات واجابيات الزواج من الأقرباء أو الغرباء

الكل منا يرغب في الزواج من شريك حياة يصونه، يقدره، ويقضي معه العمر كله، وللحصول على هذا الشريك لابد من الاختيار الصحيح ؛ مما يؤدي إلى جعل عملية الاختيار صعبة في كثير من الأحيان . بعد اطلاعي على كثير من المواضيع في هذا الشأن وبعد سماع بعض من آراء المؤيدين والمعارضين أستطيع أن أضع بعض السلبيات والإيجابيات لكل نوع من الزواجين، ولقد حاولت بقدر الإمكان أن أكون محايدا وهي كالآتي :
1/ الزواج من الأقارب :
أ/ الإيجابيات :
1/ لايوجد حاجة للتعرف على أناس جدد ( أهل المرأة/الرجل)
عندما تتزوج من قريبتك لا تكون مضطرًا للتعرف على أهل زوجتك؛ فكلهم أقاربك وتعرفهم ، وتلاقيهم وتجدهم في المناسبات والاجتماعات الأسرية، وإذا كنت تشعر أن خلق علاقات جديدة هو أمر مزعج بالنسبة لك فزواجك من قريبتك/قريبك يزيح عنك مشقة التعرف على شخصيات جديدة في حياتك. وعندما تذهب للخطبة لن يكون هناك داع لبروتوكولات التعارف والكلام الكثير.
2/ تقريب صلة الرحم وتقوية العلاقة بين الأهل
إذا تزوجت من قريب ، بالطبع ستقوى العلاقة بينك وبين أهلك، وتصبح العلاقة بينكم أكثر حميمية. والكثير من الناس يرى أنه ( الأقربون أولى بالمعروف) إذا كان الزواج يعتبر إحسانا ومعروفا إلى شخص ما، والبعض الآخر يرى أنه يجب المحافظة على سلالة ونسل القبيلة أو الأسرة عن طريق عدم اختلاطها بأناس من الخارج.
3/ الاختيار سهل
إذا كان رغبتك هي الزواج فقط من الأقارب فذلك يعني أن هناك عددًا محدودًا - مهما كثر- من الأشخاص المتاحين أمامك ، مما يجعل الاختيار منهم أسرع منه في حالة الغرباء، كما أن المعرفة الموجودة أصلا بين الأهل تختصر الطريق والزمن اللازم لتعرف كل من الزوجين على الآخر، وهذا في الغالب يحدث في المجتمعات المنفتحة إلى حد ما ، عندما لا تكون مثلا هناك حواجز رؤية بين الشاب وابنة عمه.
4/ في حالة حدوث طلاق ( لاقدر الله ) يعيش الأطفال بين أهلهم
لا أحد يريد أن يتزوج حتى يتطلق ، ولكن بالنظر إلى أسوأ الفروض وبافتراض أن الطلاق ممكن الحدوث ، فإنه في الغالب سيذهب الأبناء مع الأم في حالة الطلاق، ولكن الأب يستطيع في كثير من الأحيان مرافقة أبناءه وقضاء الوقت معهم ؛ حيث أنهم سيكونون قريبين منه ، وستتم تربيتهم بين أهلهم الذين هم في نفس الوقت أهله. أما إذا كانت المرأة أجنبية فستأخذ أبناءها ولن يكون في الغالب بمقدور الرجل أن يرى أبناءه مجددًا بصورة أفضل.
ب/ السلبيات :
1/ أكثر عرضة لنقل الصفات الوراثية السالبة منه في الزواج من الغرباء
من مساوئ زواج الأقارب والتي كثيرا ما تحدث عنها الطب أنه ينقل الصفات الوراثية السالبة؛ فإذا كانت الأسرة مصابة بمرض معين، أو حتى لم تكن مصابة ، ولكن كانت لديهم صفات وراثية معينة مثل بطء في الفهم ، لون بشرة معين ، جينات لصفات اجتماعية سالبة مثل البخل ، أو الطمع ....الخ فإن الأبناء الذين ينتجون من زواج الأقارب هم غالبا أكثر عرضة لحمل نفس هذه الصفات.
2/ تضيع معه الفرصة في إنجاب أبناء أفضل وراثيا
بعض العلماء ذكروا أنه كلما كانت درجة العلاقة والمعرفة بين الرجل والمرأة متباعدة، كان الأبناء أذكى عقليا. إذا كانت مثل هذه النظرية مثبتة وصحيحة ، فذلك يعني أنه بالزواج من الأقارب فإن الوالدين يفوتان الفرصة في إنجاب أبناء أكثر ذكاء منهم . أما إذا كان الأهل معروفين بحمل صفات إيجابية مثل الذكاء أو الكرم فلا أعتقد أنه يوجد هناك داع للزواج من الغرباء. ولكن إذا كانت صفاتهم السلبية أكثر من الإيجابية فلا بد من إعادة النظر في هذا الموضوع.
3/ مساحة ضيقة للاختيار :
ذكرت سابقا في الإيجابيات أن زواج الأقارب سهل ، لما يتمتع به الأهل من دراية ومعرفة لبعضهم البعض، لكن في نفس الوقت هذه الميزة تنطوي على عيب وهو أنه كلما ضاقت مساحة الاختيار، اضطر الشاب أو الفتاة أو كلاهما إلى التخلي عن بعض المعايير التي يراها مهمة لاختيار شريك حياته. مثلا : إذا كان شاب يرغب في الزواج من فتاة متعلمة وحاصلة على شهادات ولكن هو يعلم أن كل أو غالبية بنات عمومته غير متعلمات ، وقد اتخذ قراره سلفا أنه يريد الزواج من الأقارب، فذلك يعني أنه يجب عليه أن يتخلى عن هذا المعيار ، أو أن فتاة ترغب في الزواج من شاب وسيم ، ولكن تعلم أن شباب عمومتها ليسوا على درجة كبيرة من الوسامة، فبالتالي يجب عليها أن تتنازل عن هذا المعيار، وهذا ما أسميه (اختيار المتاح أمامك فقط).
4/ أكثر عرضة لحدوث الشقاق بين الأهل في حالة حدوث طلاق ( لاقدر الله )
بالرغم من أن زواج الأقارب يمنح الأطفال فرصة العيش مع أقاربهم في حالة الطلاق ، إلا أنه في الغالب يحدث شقاق بين أهل الرجل وأهل المرأة خصوصا إذا كان أحد الطرفين يرى أن الطرف الآخر لا يقدره تماما، والشقاق قد يبدأ كنوع من الكلام غير المرغوب فيه ثم يتطور. والمعروف أن العلاقة بين الأهل تكون حميمة في الغالب، وكما ذكرت مسبقا لا أحد يريد أن يتزوج حتى يتطلق، ولكن مجددا بالنظر إلى أسوأ الاحتمالات وهي الطلاق ، إذا كان هناك احتمال حدوث شقاق ونزاع بين الأهل فمن الأفضل ألا يحدث الزواج من أساسه وذلك من أجل المحافظة على صلة الرحم والتي هي أولى . هذا ليس بالضرورة أن يحدث في جميع حالات الطلاق ، فهناك طلاق يمكن أن أسميه بالمتحضر ، لا تحدث فيه هذه النزاعات وذلك لدرجة الفهم الكبير الذي يتصف به أهل أحد الطرفين أو كلاهما.
2/ الزواج من الغرباء :
أ/ الإيجابيات :
1/ التعرف على أناس جدد ( أهل ومعارف المرأة)
على العكس من زواج الأقارب ، إذا كنت شخصا منفتحا اجتماعيا وترغب في المزيد من المعرفة وتوطيد العلاقات بأناس جدد ، فالزواج من الغرباء يعد أفضل وسيلة لذلك ، حيث تتعرف على أهل المرأة/الرجل وتمتد بعد ذلك سلسلة من التعرف على أقاربهم ومعارفهم، وربما أدى ذلك إلى علاقات صداقة حميمة.
2/يعطى فرصة أكبر في إنجاب أبناء أفضل وراثيا
إذا كنت ترغب في أبناء يحملون صفات وراثية ممتازة موجودة في أسرة غريبة ، أو كنت على الأقل ترى أن تحسِّن من النسل بأن تنجب أبناء يحملون صفات إيجابية أكثر، فربما الزواج من الغرباء قد يلبي هذه الرغبة. ولكن انتبه! ليس بالضرورة أنه إذا تزوجت من الغرباء حتما سيأتيك أبناء يحملون صفات إيجابية ، فربما أخذ الأبناء صفات سلبية أيضا من أهلك أو من أهل المرأة.
3/ مساحة واسعة للاختيار
عندما تتخذ قرارا بالزواج من الغرباء ، ذلك يعطيك مساحة واسعة لكي تختار شريك حياتك، وهذا سوف يساعد إذا كانت لديك معايير معينة للاختيار ، وربما وجدت امرأة واحدة تحمل عدة صفات ( مثلا: مال ، ودين ، وجمال) أو (حسب و دين) . المهم أنه ستجد عددية وتنوع كبير للاختيار.
4/ أقل أضرارا نفسية في حالة حدوث طلاق ( لاقدر الله )
عند حدوث الطلاق ، في الغالب أنه سيفترق الزوجان وكذلك أهلهم خصوصا إذا كان الطلاق مطلوبا من الطرفين أهل الرجل/المرأة . عندئذ سيكون الشقاق ليس ذي أثر كبير لأن أهل المرأة/الرجل غرباء عن بعضهم ، وبالتالي فإن الرجل/ المرأة لا يفقدون كثيرا مثل الفقد في حالة طلاق زواج الأقارب؛ حيث يفقدان الرباط الزوجي ، وتتأثر صلة الرحم وقد تنقطع، أما هنا فينقطع الزواج فقط.
ب/ السلبيات :
1/ صعوبة الاختيار
وهنا أيضا ، إذا كان العدد كبيرا للاختيار منه ، فبالتالي يعني أنه سيتم استغراق المزيد من الوقت في البحث والتنقيب عن الشخص المناسب ، وذلك لأن كل المعايير الخاصة بالزواج متاحة للاختيار منها ، ليس كما في حالة زواج الغرباء عندما تكون هناك معايير معينة فقط، وبالتالي يُصَعِّبُ ذلك عملية الاختيار.
2/ ذهاب الأبناء مع أمهم في حالة حدوث طلاق ( لاقدر الله )
كما قلت سابقا أن الأبناء في حالة الطلاق يذهبون مع أمهم غالبا وخصوصا إذا كانوا صغارا ، حيث لا تتسنى للوالد أو أهله فرصة متابعة أبنائهم وأحفادهم، وهذا في كثير من الأحيان يحدث عند الزواج بالأجانب من دول أخرى.


اختيار شريك الحياة هي مسالة في غاية الأهمية ، لأنها تنطوي عليها حياة طويلة من المودة والرحمة وإنجاب الأبناء، وكل شخص منا لديه ما يحلم به في شريك حياته قد يختلف عما يحلم به الآخرون. ومن هنا وجب علي أن أحذر كل شاب وفتاة أن الزواج هو مستقبلك أنت وحدك ، ليس مستقبل والديك أو إخوانك ، أو حتى أصدقاؤك، فيجب عليك أن تتخذ قرار اختيارك وزواجك بنفسك . لا مانع من معرفة آراء من حولك فهي تمنحك وعيًا أفضل، لكن لا تختر شريكا أنت غير مقتنع به رغبة منك في إرضاء شخص آخر، لأنك إن فعلت ولم يكن ذلك الشريك كما تريد ستقضي العمر كله تلوم شخصا ما لأنه أجبرك على اختيار هذا الشريك. أما عندما تختار يجب عليك أن تتحمل مسؤولية اختيارك كاملة . إن كان اختيارك موفقا فستسعد أنت، وان كان اختيارك سيئا فستشقى أنت؛ لذلك أنا أنصح كل شاب وفتاة أن يحسن الاختيار جيدا.

أكثر من رائع //////////// مفيد للغاية